أبتِ الـرئيس،
آبائي الأجلاء،
أيها الأحباء،
لقـد شـرفوني بنقـل الفـرح
والعـرفان فـي تكريم أحـد زملائنا
الكبار، فشكـرًا.
تلتقيـه
فتسـبقه إليك الابتسـامة والترحيب!
نفسيّته
الطاهـرة تطفـر مـن عينيـه أدبًا ورقّـة وطيبة!
الكاهـن
غير الموسـوم، قبـل أن يـدخل رهبنـة الفرير وبعـد أن يخـرج إلـى اكليركيـة غزيـر،
ثم إلـى الجمهور معلّمًا، هـذا الكاهـن يوزّع الله فـي عـائلتنا مـدرسة سيـدة
الجمهور، يوزّعه خفّـة ظلٍ وخـدماتٍ وعطاءً.
لقـد
عرفتموه، أبو وسـام، الـزميل الحبيب الأستاذ نعيـم سـعادة.
مـن
بعيـد، نتسـاءل عـن سـرّ شبابه الـدائم، وهـو الطالّ، مـن بعيـد، علـى السبعين،
وأبو الخمسين سـنة تـدريسـًا، فتجيبنا ثلاثة فـي قاموسـه لا مسـاومة فيها: إيمانه الـراسخ، وفائـدة التلميـذ،
وقولـة الحق.
فإن
أنت مازحته فـي واحـدة منها، كما أحـاول أحيانًا، رجـاك بحـرارة الاّ تكمل المزاح.
أربعون
سـنة فـي مؤسـسة واحـدة، جيل كـامل، عطاء فـي أرقـى تـرفه: الكلمـة. وهـل أسـمى مـن التكهّـن لها؟
فعلـى
خطـى معلمنا الأكبر سـار الأستاذ نعيم، يسـاهم فـي نشـر المعـرفة، علـى تواضع قلّ
نظيره!
بسـاطته انعكاس لصـدق عميقٍ وكبـر انسـانـي عـريق الأرومة.
مـا تلفّظ يومًا إلاّ باللطف والتودّد مخاطبًا زملاءه
بأسماء الـدلع: أبو جـريج، طوني،
سـمورة، للّو، ... إلـى آخـر حبّـات السـبحة.
فـرغم ضيق ذات اليـد، ومهما كبرت التضحيـات، وادّعـى
الآخـرون الرسـالة وتاجـروا بالتعليم، تبقـى هذه الأصيلة مـدرستنا المؤسسـة
الوحيـدة التي أخـذت مـن التعليم رسـالة، فقـدّست الكلمة وكـرّمت عطاءات
أبنائها. فهنيئًا لنـا بهـا أريحـية
لافـتة وفخـر انتماء وشـكر عـرفان، وبورك للـزملاء الكرام هـذا التكريم الحميم،
وشـكرًا.
أنطوان بـربر