بين "السراج تحت المكيال"، على قول المعلم، و"السراج على منارة"، اخترت الثانية، وفاء وانسجاماً مع قناعتي، إذ أَنَّ صلاتي اليومية بعد "الابانا"، هي: "شكراً لك أيتها الحقيقة لأنك لم تُبقي لي إلا الأصدقاء الأُصلاء.

قدس الاب العام،

أبتِ الرئيس،

حضرة الآباء والأخوات الأجلاء،

الزميلات والزملاء، انتشار اليسوعيين في البقاع،

زميلاتي زملائي،

أربعة آلاف وردة للكنيسة وللبنان، ساعدتُ في سقايتها، في بستان سيدة الجمهور!

حقاً انه لجنًى كبير، وشرف أكبر!

ربع قرن، خمسة وعشرون عاماً أمضيتها في مدرسة سيدة الجمهور، ولم أعلِّم فيها يوماً واحداً، بل كنت أتعلّم كل يوم!... واليكم بعض ما تعلمت من دروس.

تعلمّت ان اليسوعيين قد لا تهمهم كثيراً علاقة المبتدأ بالخبر، او تقديم المفعول على الفاعل، فشغلهم الشاغل، في كل ما يصبون اليه، ويدعون له هو الإنسان، يساعدونه على تحقيق ذاته ليرتفعوا به إلى فوق، بالرغم من كل العوائق، وفي مختلف الظروف!

إنهم هكذا، منذ كانوا، يجبهون الواقع الرتيب، ويسيرون عكس التيار، ليحوّلوا في النهاية، معظم التيارات الى خطّهم الصحيح!

ونحن معشر المكرّماتِ والمكرّمين، لا يسعنا إلا أن نكون السنة شكر ودعاء لهذه المؤسسة الأم،  الى مزيد من التألق، إذ أن ما من مؤسسة، في هذا الوطن  المعذّب، تقوم بواجبها نحو العاملين فيها كما تفعل مدرستنا! إنها تتابع بالعناية أساتذتها، حتى بعد نهاية خدمتهم. تشهد بذلك أدعية محاربينا القدامى، وفخرهم في الانتماء إلى هذه المؤسسة النموذج!

فيا أبت الرئيس، الاقتحامي، رائد هذه العناية ومُطلقها الأول، ذو الطموح الذي يكاد ان يروّض  المستحيل، الذي لم يدع تقنية تربوية، أو خبرة تعليمية متطورة الا وتبنّاها، فأدخل هذه المدرسة في جو ثورة ثقافية رائدة، انني اعتز أبتِ، بانتمائي  إلى هذا الصرح التربوي الكبير، الذي تديرونه بدينامية وحب وكفاءة نادرة، وأعلن أن كل مبادرة تقومون بها نحو أي معلمة أو معلم، لَهِيَ وسامُ عزّ نزيِّن به صدر مؤسستنا  الزاهرة  إلى الأبد، وشكراً.

 

انطوان بربر